فتح الترشيح للأوسكار يسائل قدرة السينما المغربية على نيل جوائز عالمية

بعد إعلان المركز السينمائي المغربي الأربعاء عن فتح باب الترشيح أمام المنتجين الراغبين في المشاركة في مسابقة الانتقاء الأولي لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم روائي طويل دولي، عاد إلى النقاش من جديد سؤال مدى قدرة السينما المغربية لكي تحرز تموقعا موضوعيا داخل تظاهرة الأوسكار العالمية؛ بحيث وصفها الكثيرُ من المدونين بأنه “من ضرب المستحيل أن يكون فيلم مغربي ما ضمن الأعمال المرشحة للعرض في التظاهرة”. وفيما يعتبر بعض المهتمين بالفن السابع، بيقين، أن “السينما المغربية غير قادرة بالضرورة على نيل الأوسكار إطلاقا بالنظر إلى الشروط الحالية”، ترى فعاليات سينمائية أخرى أن “في هذا الرأي الكثير من الإجحاف للسينما المغربية، على اعتبار أن القول بأن المغرب لم يصل إلى لائحة الأفلام المتنافسة على الأوسكار أو لم يحصل على جائزة الأوسكار، فهذا لا يعني أن سينمانا الوطنية متأخرة أو أنها لا ترقى إلى الأفلام التي وصلت إلى التباري”. القري: الشروط لا تسمح طلبت جريدة هسبريس من الناقد إدريس القري توضيحات حول السينما المغربية في علاقتها بجائزة الأوسكار، فقال إن “ترشح الأفلام المغربية للجائزة مثله مثل ترشح ما يزيد عن 90 في المائة من الأفلام الأجنبية الأخرى للأوسكار؛ يعني كل الدول من حقها أن تترشح، لكن مع الأسف الشديد ليس ممكنا أبدا أن نتوقع بتاتا أن فيلما مغربيا يمكن أن يفوز بهذه الجائزة، لكون أفلامنا لا تأتي نهائيا حتى ضمن المائة فيلم الأولى في الترتيب”. وأفاد القري بأن “المشاركة في فعاليات الجائزة أمر شكلي عادي، ولا يعني أن شروط الأوسكار متوفرة لدينا على نحو تنافسي حقيقي”، مضيفا أن “شروط الأوسكار لا تقتصر مثلا على الإبداع أو القدرة على صناعة أفلام بنفس الإشراق وجاذبية أفلام هوليود تقنيا أو من حيث حبكة السيناريو، لسبب بسيط؛ وهو أن جودة السينما الهوليودية تعني بالضرورة جودة النسق المتكامل، وهذا النسق من المستحيل قطعا أن يتوفر لدينا في المغرب”. وذكر الناقد السينمائي سالف الذكر بأن “هذا ليس تبخيسا للجهود؛ ولكن قول يعكس الحقيقة، بالنظر إلى ما نشاهده مما يتم عرضه من الأفلام. ومهما كانت درجة إبداعها وجدتها السينمائية، فهي تبقى جهودا محمودة؛ ولكن لا تخول للسينما الوطنية أن تحصد يوما ما هذه الجائزة إذا لم يتم التفكير في السينما كصناعة حقيقية يكون فيها الإنتاج تنافسيا”، مذكرا بأننا “لا نتوفر بعد على معاهد تخرج تقنيين بمعايير عالمية، ولا مخرجين سينمائيين بالمعنى الكوني للكلمة”. العسري: كل شيء ممكن من جانبه، رفض هشام العسري “تلك النظرة العدمية” التي تقول إن “المغرب سيبقى دائما خارج سباق الأوسكار؛ لأن هذا النقاش نسمعه دائما كلما اقتربت فعاليات التظاهرة”، مسجلا أن “محاولات الإجهاز على بنيات السينما المغربية لا يمكن أن تنسينا أن السينغال حازت مرة جائزة الأوسكار؛ وبالتالي لا شيء صعب المنال إذا استطعنا أن نفكر بمنظور مغاير للأمور، لأن الفوز بالأوسكار يحتاج بالضرورة إلى إرادة سياسية واستثمار كبير في السينما”. وقال العسري، ضمن تواصله مع جريدة هسبريس، إن “الأوسكار ليست قضية إمكانيات حصرا والكثير من البلدان “الصغيرة” نالت جائزة الأوسكار”، موضحا أن “المغرب لا ينطوي على سينما واحدة، بل هناك سينمات: سينما الشباك وسينما المؤلف… إلخ، وهناك أفلام مغربية تعرض في الكان وفي برلين وفي تظاهرات سينمائية كبيرة وتلقى إشادة عالمية ذات مصداقية، وليس فقط مغازلة للمنتج أو المخرج، وحتى نصل إلى الأوسكار يجب أن نخصص تمويلا كبيرا، أي تمويلا لحملة شبيهة بالحملات الانتخابية، يعني هو مشروع دولة”. ومضى شارحا: السينما المغربية تحتاج إلى جمهور حقيقي، أي جمهور بمستوى فكري معين لكي يقرأ السينما بهدوء دون تهكم أو أحكام عدمية جاهزة؛ وكما نجحنا في الرياضة وفي قطاعات أخرى، فيمكن أن ننجح في السينما إذا قطعنا مع العقلية القديمة في التعامل مع المشهد السينمائي”، خاتما بأن “هناك أفلاما مغربية كثيرة ذات قيمة معنوية وفنية ولها رؤية سينمائية عميقة؛ ومن ثم، يجب أن لا نحتقر أنفسنا”. سجلماسي: مستحيلة الآن من جهة أخرى، لم ينكر الناقد السينمائي المغربي أحمد سجلماسي أن “المغرب يتوفر على مخرجين حقيقيين من طراز لا يمكن الشك في عمق نظره”، معتبرا أن “الأوسكار يمثل نظاما آخر باعتبارات أخرى قد لا تبدو لنا نحن؛ ومنها مثلا أن الشركة المنتجة لا بد أن تنفق أموالا طائلة في الدعاية لكي تقنع الناس بالتصويت عليه.. وبما أنه ليس لدينا شركات للإنتاج فمن الصعب بالإطلاق أن نفكر في نيل هذه الجائزة”. وتابع سجلماسي، وهو يتحدث إلى جريدة هسبريس، أنه “في المغرب، نحن لدينا “شركات لتنفيذ الإنتاج”، أي أنها تحصل على دعم من المركز السينمائي المغربي، بمعنى هي لا تغامر من مالها الخاص لتنتج فيلما وتنفق عليه وعلى دعايته وإشهاره وتسويقه. ولذلك، الأفلام المغربية لا يعرفها أحد، ومن المستبعد تماما أن تحصل أفلامنا على هذه الجائزة عالية القيمة”، مشددا على أنه “كل سنة يتم اختيار فيلم ليمثل المغرب في الأوسكار، ولا جديد يذكر”. وختم بأن “هناك يقينا تاما كل سنة بأن الفيلم المغربي خارج هذا السباق ومشاركته مجرد تلبية لدعوة فقط، ولا فيلما مغربيا يمكن أن يفوز إلا بتحديث البنيات وجعلها تنافسية عبر ضخ ميزانيات متلائمة مع حجم الجائزة”، لافتا إلى أن “العديد من الأفلام المغربية ما زالت تكابد لكي يتم عرضها داخليا، والدولة ليست لديها سياسة لكي لا يبقى الفيلم المغربي منحصرا في السوق الداخلية؛ ولكل هذه الأسباب نحن لن نفوز بالأوسكار”. جدير بالذكر أن الفيلم السينمائي “أزرق القفطان” لمخرجته المغربية مريم التوزاني اختير، السنة الماضية، لتمثيل المغرب في الدورة الـ93 لجوائز الأوسكار العالمية. وكانت أكاديمية الفنون وعلوم الصور المتحركة أعلنت، حينها، عن ترشيح الفيلم المغربي للمنافسة ضمن القائمة القصيرة لأفضل فيلم روائي طويل دولي بجوائز الأوسكار؛ وهو الشريط السينمائي الإفريقي والعربي الوحيد الذي تم ترشيحه حينها، لكنه “لم يحصد الجائزة”. The post فتح الترشيح للأوسكار يسائل قدرة السينما المغربية على نيل جوائز عالمية appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.

الأوسكارالسينماالمغربفن وثقافة
Comments (0)
Add Comment