موجة الحرارة الاستثنائية في المغرب تخلف أرقاما قياسية جديدة وزوابع رملية

موجة الحرارة الاستثنائية في المغرب تخلف أرقاما قياسية جديدة وزوابع رملية

يعيش المغرب موجة حرارة وصلت مستويات غير اعتيادية؛ وهو ما دفع مديرية الأرصاد الجوية إلى إصدار تنبيهات من الدرجة البرتقالية، فيما أكد خبراء المناخ أن الارتفاع كان متوقعا وهو ما سبق أن حذرت منه عدد من الدراسات العلمية. وأشارت المديرية العامة للأرصاد الجوية إلى أنه لأول مرة في المغرب تتجاوز درجة الحرارة المسجلة عتبة 50 درجة مئوية، إذ تم تسجيل رقم قياسي وطني مطلق جديد لدرجات الحرارة وصل إلى 50.4 درجة مئوية بمحطة بأكادير إنزكان في تمام الساعة 1:33 ظهرا من يوم الجمعة الماضي، لافتة إلى أن الرقم القياسي المطلق القديم كان هو 49.9 درجة سجل بالسمارة في 13 يوليوز الماضي. وفي نفس اليوم، سجلت درجة حرارة قصوى قدرها 50.2 درجة مئوية في أكادير أيت ملول، تعتبر رقما قياسيا جديدا تجاوز درجة الحرارة السابقة المسجلة في يوليوز 2020 والتي كانت 49.5 درجة مئوية”. كما تم تسجيل، حسب المصدر ذاته، رقم قياسي مطلق جديد بطانطان بلغ 48.2 درجة بدلا من الرقم السابق البالغ 47.6 درجة المسجل في شهر غشت 2017، ورقم قياسي شهري جديد بتزنيت بلغ 48.3 درجة بدلا من 47 درجة مئوية التي تم تسجيلها بشهر غشت 2010، كما تمت معادلة أعلى درجة حرارة مسجلة في تارودانت والتي بلغت 48.3 درجة مئوية، والاقتراب من الحرارة القصوى المطلقة المسجلة بكلميم (47.4 درجة مئوية). وفي هذا الإطار، قال علي شرود، الخبير المناخي، إن ارتفاع درجات الحرارة في فصله عادي؛ لكن غير الاعتيادي أنه شهد أرقاما قياسية بحيث جميع المدن حطمت أرقامها القياسية مقارنة مع السنة الماضية. وأوضح شرود، ضمن تصريح لهسبريس، أن الأمر راجع إلى أن المرتفع الجوي الذي همّ جل أقاليم المملكة له خاصياته وتؤثر فيه عوامل التيارات الهوائية التي أغلبها كانت حارة وجافة. وأضاف الخبير المناخي أن هذه التيارات تغيّر اتجاهاتها من منطقة إلى أخرى حسب تضاريس المغرب؛ لكن بين الفينة والأخرى تحدث اضطرابات استثنائية مثل ما وقع بأكادير المعروفة بجوها الرطب طيلة السنة وفي جميع الفصول شهدت هذه المرة ارتفاعا غير مسبوق في درجات الحرارة. وتابع المتحدث ذاته قائلا: “الاستثناء لا يمكن أن يفسر إلا بتغيرات العوامل المناخية المؤثرة، الفيزيائية والجوية”، مشيرا إلى أن “الاستثناء لا يكون دائما يختفي باختفاء العوامل المسببة له”. من جانبه، قال عبد الرحيم الكسيري، المنسق الوطني للائتلاف المغربي من أجل المناخ والتنمية المستدامة، إن الدراسات العلمية وعلماء الطقس والمناخ توقعوا ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير اعتيادي. وأكد الكسيري، ضمن تصريح لهسبريس، أن ظاهرة النينيو المناخية فاقمت الأوضاع أيضا، وهي تعني توقف الرياح بالمحيط الهادي؛ مما يزيد من تفاقم ارتفاع درجات الحرارة والجفاف، وهي الظاهرة التي ستدوم 18 شهرا. ونبه المنسق الوطني للائتلاف المغربي من أجل المناخ والتنمية المستدامة إلى أن شهر يوليوز الماضي سجل أعلى درجات الحرارة منذ 1940، مشيرا إلى أن ارتفاع درجات الحرارة هو السبب في الجفاف وندرة المياه ناهيك عن تصحر التربة والجفاف؛ وهو ما يؤدي إلى تفتت التربة ونشوب زوابع رملية تزداد تردداتها وشدتها بسبب الضغط مثل ما حدث في أكادير مثلا. وذكر الكسيري بأن الأمين العام للأمم المتحدة سبق أن قال إننا “تجاوزنا اختلالات تغير المناخ، ودخلنا مرحلة الغليان؛ وبالتالي لا بد من تسريع العمل المناخي، والعالم لا بد أن يخرج من التردد.. لا مزيد من الأعذار أو انتظار الآخرين بل التحرك أولا، خاصة أن هناك عديدا من الفرص الحاسمة يجب أن لا نضيعها”. في هذا الصدد، أكد الفاعل البيئي ذاته أن تمويلات كثيرة للنموذج المالي العالمي يجب أن تتغير لمزيد من التوازنات، والتوجه إلى غرس الغابات وحماية الموارد السطحية والجوفية وإعادة معالجة المياه وإعادة استعمالها وأيضا الخروج من عصر الفحم الحجري والطاقات الأحفورية التي تزيد اختلالات المناخ. The post موجة الحرارة الاستثنائية في المغرب تخلف أرقاما قياسية جديدة وزوابع رملية appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد